السبت، 11 أبريل 2020

⚜️سراديب الامن!








بعد الانتهاء من العرض التاريخي عام 2002 الذي تتفاخر ببعض بدلاته المديرة اليوم في واشنطن، تم تكليفي بأمر من ديوان الرئاسة بتصميم ومتابعة ازياء عمل ملحمي روائي باعتباري مصمم دار الازياء العراقية، العمل مرصود بميزانية تبلغ 15,000,000 مليون دينار عراقي في تلك الفترة انفقتها على الاقمشة وصناعة الاكسسوار والتفاصيل الخاصة بالأزياء، الرواية من تاليف الرئيس صدام حسين وتمت صياغتها من قبل الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، كانت أحداثه مرتبطة بشكل ما بمصير العراق كما كتب على صفحات الويكيبيديا ابان الحرب على الكويت والتكهن بمصير سقوط بغداد على يد الجيوش الامريكية.. تسرد الرواية  قصة حب عذري يجمع بين ملك في العصر الوسيط وزبيبة التي تعيش حزينة مع زوجها القاسي، لكن الرواية تخفي معانٍ أخرى وراء واجهتها الفلكلورية البسيطة. ويكتنفها ترميزغريب مطابق لوضع العراق ومصير العراق بعد حرب الكويت سنة 1991 وسقوط بغداد عام 2003...






 حرب عاصفة الصحراء عام 1991 



حيث الملك يمثّل صدام وزبيبة تمثّل الشعب العراقي، فيما يجسّد زوجها القوات الأمريكية بقسوتها وشرورها. وتبلغ الدراما الصدامية ذروتها، عندما يغتصب زبيبة مجهول يتضح أنه زوجها. وتقول زبيبة إن الاغتصاب أبشع جريمة، سواء كان رجلا يغتصب امرأة أو جيوشاً غازية تغتصب الوطن. وتلاقي زبيبة نهاية مأساوية بموتها في 17 كانون الثاني (يناير)، يوم بدأ القصف الأمريكي على بغداد، إيذاناً بعملية عاصفة الصحراء سنة 1991.
وكانت مسئولية بحجم هائل على طالب في المرحلة الاولى في كلية الفنون حيث كانوا العاملين على العمل نخبة من الفنانين حملة شهادات الدكتوراة  وكبار الشخصيات الثقافية في العراق كان الاشراف الموسيقي للدكتور على عبد الله مدير دائرة الفنون الموسيقية، مؤلف المشهد الدكتور نجم عبد حيدر رئيس قسمي في الكلية، مصمم الاضاءة الدكتور جلال جميل والتأليف الموسيقي للدكتور محمد امين عزت رئيس الفرقة السمفونية العراقية وغيرهم من الاسماء الكبيرة في عالم الثقافة والفن والمسرح والموسيقى اعتذر لهم عن عدم تذكر الاسماء.











 في البداية اتخذتها كباقي المهمات على عاتقي، تذمر بعض الحرفيين والبعض الاخر ترك العمل ورفض الانصياع لتعليمات تنفيذ العمل بهدف وضعي في موقف حرج امام ديوان الرئاسة امام فترة التسليم.. 
حاولت الانسحاب من العمل لان في حال قبول المهمة يجب علي ترك دراستي وهذا كان كل ما تطمح اليه المديرة، كما تمرد اثنين من حرفيات تنفيذ الاكسسوار وتركا العمل في الدار بعد ان علمن أني قد اتعرض للأذى في حال الاخفاق في تلك المهمة امام الرئيس صدام، كذلك عدم كفاية العاملين في قسم الخياطة حيث كان العمل يقسم على العروض وهذا التكليف جاء بشكل مفاجئ وليس لي من الحرفيين ما يكفي لتوزيع العمل!

طلبت من المديرة الاستقالة والاعتذار واخبرتها ان شهادتي تمثل لي الكفة الاكبر في هذا الموقف، اشتعلت غضبا كعادتها وقالت لي ((مهيمن اترك العمل.. وسوف ارمي بك في سراديب الامن))!
كنت اسمع من حين الى حين حول ارتباط المديرة بالأمن والدولة وسطوتها على الموظفين وعلاقاتها مع المسئولين ارتباط عائلي ولكن لم يكن في الحسبان أني سوف اتلقى كلام كهذا في حياتي طوال فترة عملي في الوزارة!! .. بعد ان تحققت من بعض الزملاء في الدار عن صحة ما تقوله المديرة، اخبروني ان هذه المديرة لها مكانه كبيرة بين كبار الاستخبارات ورموز الدولة وهي قادرة على ايذاء اي شخص يعارض رغباتها في العمل! فالحذر الحذر! 

اتصلت بي وقالت بي الرئيس صدام حسين يريد رؤية سير العمل في المشاغل لديك سوف يتم ارسال فريق تصوير اللية مساء بحضور الفنانين العراقيين كن على استعداد اجمع كل ما اشتريت من الاقمشة واعرضها اثناء خطوات العمل.. هذا التصوير سوف يعرض على الرئيس! 
تم ارسال المخرج  محمد طعمة التميمي وفريقه التصويري، لتصوير مراحل سير العمل، وانا اقود عملية التصميم مع العاملين وكان بحضور الشخصيات الاساسية في المسرح للفنانين العراقيين اذكر منهم الفنانين فاطمة الربيعي، المخرج سامي عبد الحميد، سهى سالم، الاء حسين، المخرج سنان العزاوي، وغيرهم من الفنانين العراقيين المبدعين لا اتذكر اسمائهم.. فالعمل كان ضخم جدا ويشمل اعداد كبيرة من المشاركين.
 
كان التصوير مساء حيث عملي في الدار في تلك الفترة دخل مرحلة الانذار اما حياتي او العمل، كنت مجبر على البقاء في الدار والمبيت يوميا لاكثر من شهر في الدار للاستمرار بالعمل بنفسي اثناء مغادرة الحرفيين الى منازلهم، في حين كانت المديرة على اتصال يومي معي من خلال الهاتف الارضي الكلاسيكي، حيث لا وجود للموبايل في تلك الفترة في العراق، هي في بيتها، وعند زياراتها الصباحية للعمل تجد أجمل الازياء معلقة في مكتبها للتفاخر بها.

 قدمت طلبت لتأجيل دراستي حيث تم قطع دراستي للعمل للتفرغ التام للعمل.. بعد ان تم اعتباري راسبا للعام الدراسي 2001 رغم الكتب الرسمية الخاصة من ديوان الرئاسة تنذر وتأمر الكلية باعتبار فترة العمل دوام عادي في الكلية! وصدور كتاب خاص من وزارة الثقافة والاعلام بالايعاز للكلية في تكليفي للعمل.. الا ان الكلية كانت تتخذ موقف لايقبل فيه الاعذار على حساب الشهادة.. وهذا زاد من اصراري بعدم ترك الدراسة والشهادة.














 كتيب للعمل المسرحي و اسماء اهم الشخصيات الفنية المشاركة في انجازة






بعد الانتهاء من العمل وتسليمة
قالت لي المديرة بعدها ان الرئيس صدام رضى عن العمل وأعجب به نقلا عن مدير انتاج العمل!
لاني كنت محتكر ومقيد الحركة وسلمت الازياء وليس لي فكرى عن ما جرى ويجري بعدها.
تم تكريمنا على انجاز العمل وكما هو الحال المديرة  تتفاخر وتكرم من خلال عملي وجهدي ولكني كنت سعيد لان اسمي هذه المرة لم يحتكر وقد تم ذكرة وتدوينه، الامر الذي لا يروق لها ابدا..

تم تكريمنا من الرئيس صدام حسين لي مبلغ 2,000.000 دينار عراقي والمديرة 4,000.000 ملايين دينار عراقي فقط بأعتبارها مديرتي!

بعد ان عرض العمل على قاعة المسرح الوطني، اتصلت بي وقالت عليك بالذهاب الى مكتب الوزير لتسلم مكرمة شخصية اخرى من الرئيس، لرضاه عن العمل بيد وزير الثقافة حامد يوسف حمادي.. حيث امر الرئيس بتكريم الجميع هذه المرة.
استلمت انا صك بمبلغ 4,000.000  دينارعراقي.
ووجدت حضور المديرة هناك واستلمت هي صك بمبلغ 8,000.000 دينارعراقي فقط لانها مديرتي.














الامر الرئاسي كان يقضي بتسليم الصكوك يدا بيد للعاملين على انجاز العمل من للفنانين من خلال وزير الثقافة!

هذه الحقائق تم اخفاءها من قبل المديرة كان من المفترض ان تتحدث عن جميع الامور بصراحة عن فترة ما قبل سقوط بغداد عام 2003، وتلونت بلون ثانِ و قصة اللجنة الاولمبية للبطيخ وخصومة عدي صدام حسين معها للحصول على مقر الدار، فلا وجود لقصص كهذه، الامور ليست كما ادعت! عدي كان ليحصل على مايريد من خلال مركزه كأبن لرئيس بوابة الشرق والحصن المنيع لدول الشرق الاوسط في السابق، ولكن كانت اهتمامات الرجل اعلى من مبنى الدار وفتياتها بل ابعد فهوا على علم ان مديرة الدار في اتصال مباشر وزيارات وصداقات مع والدته وزوجات المسئولين، الامر الذي كان يستبعده تماما في تسليم اسرارة الجنسية مع الفتيات بيد مديرة الدار التي هي موضع ثقة في الدولة، هو يعلم انه تلك الاحداث سوف تصل لابيه بسرعة من خلال المديرة! القصة التي تحدثت بها المديرة في لقائها في قناة الشرقية الغاية منها تشتيت واستجداء التعاطف والشفقة.
التكريم شمل جميع الفنانين العراقيين ومديرة دار الازياء ايضا. 


بعدها امر الرئيس العراقي صدام بميزانية مالية مفتوحة خاصة لدار الازياء العراقية تم بث القرار من خلال الاذاعة الرسمية العراقية للحكومة.
وعلى اساسها خلال شهر واحد... تم الشراء والتجهيز ولكن لمن؟
ظننت انني سوف استخدم المزيد من الحرية في شراء الاقمشة، كنت اطمح الى تحديث المكائن الصناعية وتحفيز الحرفيين من خلال زيادة اجورهم، ظننت اننا سوف نتمكن من شراء أجهزة التبريد التي لطالما احتجتها في المشاغل!
  • تم شراء سيارات حديثة ذات الدفع الرباعي  Chevrolet TrailBlazer 2003
  • أجهزة حاسوب Apple ماكنتوش مايقارب الاربعين جهاز لذريعة عمل قسم حاسوب.
  • كما وتم شراء معدات تصوير وكاميرات للتصوير الفوتغرافي غالية الثمن.
  •  واستحداث نافورة وكراج لسيارة المديرة.
  • وتعيين اصدقاء عائلة المديرة وشراء مايحتاجون لدعم هوايتهم.
  • تخصيص رواتب تصل الى نصف مليون دينار لكل فرد منهم فقط من خلال تعيينهم بالدار تحت اسم قسم التصميم.
  • اجور اضافية لوجبات الطعام والولائم على حساب الميزانية المفتوحة.
  • وغيرها من المشاريع التي لم تر الضوء.

في النهاية لم تقم المديرة بصرف دينار واحد لقسم التصميم القسم الذي يحيي البدلات، القسم الذي تبيع عروضي فيه سرا والتفاخر والتباهي بها اليوم على انها من تصاميمها! 
حرفيي في المشاغل كانوا يعملون على مكائن Brother الصناعية القديمة.. والطرازين يعملون في غرف شبة خالية! وعلى مراوح صغيرة! وكانوا يتشاجرون كثيرا وغير سعداء على الاطلاق كانوا يسبون ويلعنون ويتكلمون عن ما تشتري من خلال اموال الدار وهم في اوضاعهم المزرية يعملون فقط من اجل لقمة العيش وليس حبا بمهنة الازياء!

لم يستفد احد في النهاية من الاجهزة او الأثاث او الكاميرات او الغنائم.. غنائم الميزانية المفتوحة سوى عائلتها.