الخميس، 16 يوليو 2020

⚜️مؤلم ان تحزن في المكان الذي ابتسمت فيه كثيراً











انهيت خدمات المديرة وتم احالتها على التقاعد! بسبب الانتماء السابق لحزب البعث! اشتكى كل من المدرب ومسئولة العارضين والعارضات شيرين صديقة العمر للمديرة التي كانت معها منذ ايام الشباب، حيث انقلبت عليها فجأة مع عواطف سكرتيرتها، الامر الذي اخفته امام الاعلام! حيث علم بعد ذلك انهم اصبحوا ناس تشي وتقدم وثائق ضد ناس!! وكل يقدم وثائق تثبت ادانة الاخر!
كما أخفت هويتي امام الاعلام لإن وجود المصمم سوف يفسر وجود الكثير من الأعمال! التي تتفاخر بها وسيقدمها كشخص اداري لا أكثر! وهو عملها الحقيقي! فهي لاتجيد رسم خط مستقيم واحد! 

كما اشتكى الكثير من العاملين من الاقسام الباقية حتى قسم الصيانه ..ولكن الشكوى المؤثرة كانت من عواطف سكرتيره المديرة!! اشتكوا للوزير على انهم قدموا وثائق هامة عنها تدينها،  يتسائلون كيف سمح لها؟ وطرد اخر؟ وكيف بقيت بمنصبها بسبب علاقتها الوطيدة مرة اخرى.
عند اطلاع الوزير الجديد نوري الراوي على نوع الوثائق التي ارفقتها عواطف مره اخرى السكرتيرة بالتفاصيل التي تثبت تورطها بشكل قاطع في العديد من القضايا فقدمت كتب رسمية كانت بحوزتها في وقت امتلاك ديوان الرئاسة الدار، امر الوزير فورا وبدون نقاش للإطاحة بعرشها!  

بعدها ابدلت ثوبها بثوب اخر و حاولت التملق من خلال مخاطبة الوزير باعمال السوق الخيرية وغيرها من المشاريع المطلوب مني تصميمها ومتابعة إنجازها.. علها تصلح ماخربه المشتكون.. الا ان الاخير تجاهل وبكل حزم وخاطب ابنه المدير الجديد متجاوز محاولاتها وكنت اتدبر تلك الامور.. انظر للنموذج!


 

 
هي قدمت هذا الكتاب للوزير بتاريخ 22.08.2005 مع التوقيع باللون الازرق والاسم! الوزير كتب للمدير الجديد بيان المطالعة باللون الأحمر، والمدير الجديد كتب باللون الاخضر لي! وتم تجاهلها بعد اوشي بها امام الوزارة! من اقرب الناس لها!








مهيمن سامي، فريال الكيليدار





تم تنصيب ابن الوزير فورا واحالتها على التقاعد بشكل جاد. 

تم ارسال فريق جرد لجرد الازياء التي كانت في منزلها، كان الفريق من دار الازياء العراقية قسم الحسابات والوزارة لأخذ الازياء التي اخذتها اثناء فترة السلب والنهب (الحواسم) وانا كنت معهم، ولكن المفاجئة كانت انها انكرت وجود الاعمال الحديثة التي تدعي تصميمها اليوم، وكلما حصلت علية كان اقمشة محروقة رثة.. قلت لها: اشتريها منك لو كانت لا تزال بحوزتك؟ قالت لي: مهيمن انا على استعداد لحرقها في مزرعتي امامهم ولا اسلمها لهم! ولكن هذا كل ماعندي! هي تتذكر هذا.

 دعتني المديرة من خلال الهاتف لبيتها لشرب فنجان من القهوة والدردشة قليلا.. حيث تغيرت كما عواطف حيث الاثنين باتوا يدعون الاذى والظلم من نظام حزب البعث! طلبت مني عمل ازياء حديثة لبداية مشروع جديد لدار الازياء في عمان!  عمل يكون فارق وفيصل في السوق الاردني.. واني سوف احصل على ما اريد.. حياة جديدة واجور اعلى! 
وبالفعل صممت لها خطوط اولية لعمل لازياء حديثة ذات لمسة زخرفية بدوية المنظر تنتمى الى البساط البدوي ويجمع ترميز الحضارة العربية والطابع الزخرفي الموجود ضمن مفردات منسوجاتهم المنزلية.. وفي تلك الفترة لم يكن احد ليفكر في تصاميم بتلك الفكرة فكان السائد الكلمات الانكليزية على الملابس لتثبت حداثتها تلك كانت الموضة السائدة آنذاك.


لم اسلمها اي من التصاميم لاني تعلمت الدرس الحمدلله.. انظر الى الاشكال 
 اختلفنا، قلت: اسف لا استطيع العمل معك من جديد! سوف اتفرغ  لاخذ شهادتي.
كانت اخر محاولاتها معي عند تواجدي في دولة الامارات صيف 2007 فاتصلت بي من عمان تسألني اين انت؟ وماذا تفعل واين تعمل؟ ومع من تتعامل!
اخبرتني لنبقى على اتصال واذا غيرت رقم هاتفك ابعثه لي.. لاتنسى.. قلت لها نعم ولكني لم اهتم! لم اكن على علم باخذها للأعمال!
مرت الاحداث بسرعة..

بالعودة للمدير الجديد ياسر.. دخل هذا الاخير عالم الأزياء وكان يحاول استكشاف هذا العالم كما يدخل اللاعب الجديد للملعب، لا يستطيع الانتظار للاجتماع بالعارضات، وعمل عرض للأزياء كان متحمس جدا.

اتصلوا بي من مكتبه قالوا المدير الجديد يطلب رؤيتك ويتساءل من هو مهيمن احضروا لي مهيمن بسرعة! ولكن بنبره الحرية والانفتاح الجديدة المستحدثة في البلاد.. حيث لاخوف على حياتك من المسئول.

التقيت به! وكان شخصية لطيفة جدا ومحترمة ولكن خوافي الاخلاق تكشفها المعاشرة!.. قال لي انت مهيمن!؟ ظننتك شخص طاعن في السن انت ما تزال صغير في السن على سمعتك تلك التي يتحدثون بها!!! قال يا مهيمن: يقال ان لديك عمل جاهز للحروف اين هو؟ اريده حالا وأريد اجتماع مع العارضات.. قلت له العمل جاهز للعرض و يضم أكثر من 48 قطعة جاهزة مصممة باكسسواراتها واحذيتها ولباسها الداخلي والخارجي مصممة وفق قياسات أجساد الفتيات التي يعملن في الدار كعارضات للأزياء.

بعد ان حددنا موعد لعرض العمل، حاول اثبات اداراته وتفوقه بشكل خاطئ معي، من خلال تعيين اشخاص ليس لهم علاقة بالأزياء او الفن، حاول فرض شخص كردي لا يفقه قواعد اللغة العربية يسمى دلشاد كان فاشل سياسيا.. فحين كان يتحدث من الصعب فهم عن ماذا يتحدث وماذا يريد وهو يتحدث ويشتكي لي عن السياسة وعن صدام وكأني انا كنت المسئول عن اضطهاده، بعد سقوط بغداد الجميع صار يقول انا مضطهد حتى المديرة نفسها.
كان هذا الشخص يذكر المؤنث ويؤنث المذكر ويحمل نفس الاوراق والوثائق تحت ذراعة المتعرقة يوميا. قال المدير لي: هذا كان مضطهد سياسيا يحتاج مكان بأمر الوزير! اعطه طاوله للعمل وكرسي في مكتبك في قسم التصميم عندك! وهو مدعوم من حزب برازاني!!

كما وظف اعلاميين في المشاغل وغرف الخياطة كانوا متعطشين للكتابة والطلاء (التملق) تمجيدا وعبادة للمدير الجديد على خطى الحكومة الرسمية السابقة ونسب الاعمال الجديدة باسمة كما المديرة تفعل اليوم والتفاخر بالوطنية المزيفة الفارغة!!!!! (فماذا تغيير وماذا غيرتم ايه البهائم الناطقة اذن)؟ على الاقل في زمن صدام ما كان احد ليجرؤ سرقة اعمال فنان! او التعدي على ملكية فنية، كان الرجل اكبر داعم للفن والفنانين والثقافة والعلوم رغم دكتاتوريتة.

فتح المدير باب التعيين لكل من يظن انه يستطيع الامساك بالقلم ويطلق على نفسه كلمه مصمم 
وبدء كل منهم بمسخ وتشويه تصاميمي والعمل على نفس القوالب الباترون!! ربما كان يعاني من اسهال في المخ!
وللحرفيين الذين لا يفقهون شيء بالعمل والعارضات صاحبات الأجساد المترهلة والغير جميلات والطاعنات في السن ضنا منه انها سوق خيرية!
وما يثير الضحك أكثر حقا، انه طلب مني ان أشارك الحرفيين في اعمالي وتصاميمي وان استمع وانفذ ملاحظاتهم وما يعتقدون بالعمل. 
فعلى ما يبدوا تم اتخاذ مفهوم الحرية والديمقراطية من مؤخرة الحرية!! وتساو الاعمى والبصير!

 

"الديمقراطية لاتصلح لمجتمع جاهل، لان الاغلبية من الحمير ستحدد مصيرك"
George Bernancho


 

 قلت له: الحرفي هو حرفي لا اكثر، وظيفته انجاز المطلوب الحرفي لا يستطيع البدء بعملية الخياطة إذا ما لم اقرر لون الخيط! الحرفي شخص يفتقر لما يمتلكه المصمم من خبرة وذكاء وموهبة في عملية التصميم! انت عن ماذا تتكلم؟ هؤلاء الحرفيين انا من يختارهم لتنفيذ اعمالي! بعد ان يتم اختبارهم وبتوجيهاتي ومعهم أكون في التنفيذ من الالف الى الياء! لأضمن النتيجة كما صممت لها وخططت لها!

العارضات هي أجساد واشكال ذات قياسات معينه واطوال معينة وصفات جمالية في الوجه يجب ان تكون نحيفة ورشيقة.. وتلك ابعاد عالمية معروفة!

تلك قواعد عالمية لعملية تصميم الازياء.
اختلفنا وقلت له ياسر انت لا تصلح لهذه الإدارة ..فتصميم الازياء عملية تكنوقراطية لبرغماتية تنتمي لكثير من العناصر والترميزات التي يصعب عليكم فهمها..طلب مني ان افسر ماذا اعني بكلمة لبرغماتية ماذا اقصد بها ربما ظن انها شتيمة ففسرت له.. لم يفهم كلماتي على الارجح فقال: مهيمن الإدارة والتصميم هي (استكان من الچاي اشربه واخوطه بيدي) يقصد قدح من الشاي*..

ايقنت حينها ان لا لغة مشتركة بيننا في الحوار!  قلت اسف لا أستطيع قبول الأشخاص الخاسرين الذين تحاول فرضهم علي! قسم التصميم ليس ملجأ للأيتام او المضطهدين السياسيين! قسم التصميم بحاجة لخياطة، لعاملة، لمنفذه، ولطراز وعارضين باجساد صحيحة وصحية ووجوه ضمن مقاييس الجمال الذي من الواضح ان لا علم لاحد هنا بها!
  
عليك البدء بطلب من مديرة الإدارة تحرير الكتب الرسمية التي توثق اعمالي المنجزة في هذه الدار، الشاهد والمسئول عن تحرير الاموال المقدمة للاعمال التي قمت بإنجازها منذ عام 2000.. قال سوف ابلغ مدير الادارة لعمل المطلوب!
صدقت مدير الإدارة على اعمالي في تلك الدار منذ عام 2000 تاريخ دخولي للدار.. وحررت لي كتب الشكر والاعتراف، تلك السيدة كانت خير شاهد على الظلم الذي كان يجرم بحقي من قبل المديرة السابقة واكتفيت بالمغادرة.
عند حصولي على تلك الاثباتات كان الجميع يقول لي مبروك لان الجميع يعلم انه ما كان لي الحصول على اثبات عن اعمالي في زمن المديرة السابقة للدار! علما انها حقوق مشروعة للفنان في اي مكان في العالم وان كان محتكر.



فريال الكليدار، مهيمن سامي



كتبت الصحافة نقلا عني اثناء لقاءاتي معهم في المسرح الوطني بين الحين والحين، تلك المقالة وحنق المدير بعد اطلاعه على المقال وبدء الاعلام يتناول ما حدث في الدار واتصل بي مساءً وقال سوف اجلب اعلاميين ومصورين واريدك ان تفند ما قيل في الصحف عني الان مفهوم؟ انت خربت حياتي، والا اقسم بالله سوف اجعل الامريكان يرمون بك خلف الشمس! قلت له افعل ما يحلو لك.. اولا انا لم اكتب عنك، الاعلاميين كتبوا عنك والصحافة فعليك الرد عليهم وان تثبت لهم انك المصمم وتلك اعمالك! انت اخذت مني عمل كامل وسجلته باسمك وتفاخرت به وانا حي ارزق معك، ما فرقك عن المديرة السابقة؟؟ عيب عليك والان تتصل بي ترتجف غيـضا؟

قال المدير ياسر في اليوم التالي: اختر أي مكان او منصب في الوزارة او وظيفة تحلم في الحصول عليها، الان فورا احققها لك يا مهيمن بالراتب الذي تريد. اريدك ان تترك المكان فورا عليك ترك الدار!

قلت له: ما انا فيه جاء لي سعيا بدون ان اسعى له في اصعب الضروف من خلال فني وموهبتي.. لم اسع يوما لمنصب او وظيفة او مال من خلال الواسطة، الفن هو حياتي ولغتي التي أنتمي.. وموهبتي وضعتني في هذا الموقف القوي الذي تقايضني انت فيه الان!
قال لي: صديقي عقيل المندلاوي هو مدير عام للعلاقات الثقافية سأطلب منه اخذك هناك لغاية ان نجد حل يرضيك! هو يستطيع أيفادك لاوربا مع وفد من دائرته حينها تستطيع الهروب لاي بلد تريده وتحقق احلامك! قلت موافق.
التقينا مع عقيل وتم الامر ونقلت الى دائرة العلاقات بعد الدوام الرسمي بنفس اليوم حيث بقينا بعد الدوام الرسمي بساعات في مقر الوزارة كما اتفق معي. التقينا بعقيل المندلاوي وقال له هذا مهيمن اريدك ان تهربه في ايفاد! عقيل فتح عينيه وصار ينظر بدهشة لي ولياسر، صدم الرجل من الطلب!

 


علمت بعدها انه تم مغادرة بعض الموظفين الحرفيين الأساسيين للدار الذين اخترتهم واختبرتهم وكانوا يعرفون ما اريد لسنوات حتى مساعدتي اماني التي كانت تعد لي القهوة صباحا كل يوم وتسجل لي ما تم انتاجه وما احتاجة وتتصل بي في كل مكان، وكنت اتعبها بمطالبي وعدم تواجدي في المشاغل حينما تريدني، كنت انتهز الفرص لحضور المحاظرات في كلية الفنون الجميلة.. تحية حب واحترام لها اذا ما كانت من بين الاحياء.. وبعض العاملين الذين كانوا عيون على الاقسام وعلى مايجري من حولي.. حيث اكثر هذه المواد والاثباتات حصلت عليها بفضلهم.. وبعض العارضات فكانت بداية الهجرة من البلاد! كانوا اشخاص يليقون بالمكان وبالتصميم والفن! 

بعدهم دخلت مجموعات غريبة عجيبة كلً يرفع راية حزب معين او جهة معينة ويريد ويطالب وعلى استعداد للشجار والصراخ، كان الامر اشبه بمهزلة حقيقة!.. اناس لا يشبهون اقمشتي ولا الواني ولا افكاري!

 

آل المئال في الدار الى حاله اسهال حقيقي لا تعرف كيف توقفه!.. فانتهت لغة الفن وباتت لغة المضطهد السياسي والحزب والدين والواسطة هي السائدة، فتجد تم انهاء خدمات حرفي كل يوم وتم اعادة تعيين شخص اخر من حزب معين.. اسئل من انت؟ يقول لي انا مضطهد سياسي وهذا مكاني الجديد! حتى الوان الاقمشة تحولت من الوان اكاديمية مدروسة بحكمة وبقواعد علمية الى الوان ازياء المهرجانات الغجرية بعدما رحلت وتركت المكان!

عرض العمل في قاعة الجواهري المستحدث اسمها، وسجل أصداء عالية بين الماشية، جعلت من المدير نجم في سماء الوزارة والثقافة فقط كما كانت تفعل المديرة التي كانت قبله بالضبط، ما يثير السخرية ان المدير ياسر أرسل لي دعوة كزائر لحضور العرض الذي انا مصممه ومن اخرجه للوجود! نص الدعوة يقول: 
نتشرف بدعوتكم لحضور عرض ازياء الحرف العربي على قاعة الجواهري في مقر وزارة الثقافة الجديد في منطقة زيونة
بتاريخ 24.11.2005 .. الخ

 تجاهلت الدعوة.

وكان اشبه بغنيمة سقطت من السماء فالجميع كان يمارس عملة الديمقراطي والمنظف كان يقول انا ساهمت فيه والخياطة تقول انا عملته والجميع يتفاخر، اما المدير تم سؤاله من اين لك هذا؟ قال: استلهمتها من الصحف والمجلات..!






مهيمن سامي العاملي، فريال الكليدار، ازياء عراقية واشنطن

سئلت الصحافة المدير من اين لك هذا؟ من اين لك هذه الافكار؟  قال: وجدتها في الصحف والمجلات!




مهيمن سامي العاملي، فريال الكليدار، ازياء عراقية واشنطن

 ..الوزير .. والتحدث بفخر عن العمل الذي استحوذ عليه ابنه المدير امام الصحافة بعد انتهاء العرض 24.11.2005..





المدير العام الجديد مع العرض الجديد مرة اخرى، التاريخ يعيد نفسه دوما.. فتلك فريال وهذا الاخر من بعدها 24.11.2005.. وتستمر الحكاية 






صور بعض التصاميم الاصلية




 صور لبعض الاعمال بعد التنفيذ




غباء اعلامي

























لجنة تحقيقية.. العارضات يجب ان ترتدي الخمار اثناءالعروض!

فيما كان يستمع المدير الجديد في العمل الجديد  ويتفاخر به من خلال العروض امام الاعلام الغبي حينها كان يحقق معي من خلال مسئول جديد (متشدد اسلامي) على الازياء اثناء تواجدي في دائرة العلاقات الثقافية.

العاملين في دار العلاقات الثقافية كانوا يعلمون أني مصمم الدار وتاريخي الفني ولاسيما كان بعظهم زملاء واصدقاء لي من وزارة الثقافة والاعلام ما قبل الحرب!! ويعلمون أني تركت الدار بعد خلافي مع مديرها! حيث كانوا يتابعون اعمالي في الدار وكنا نلتقي دوما خلف الكواليس مكان تواجدي الدائم بعد حضورهم العروض!

اشيع انه تم تنصيب نائب للمدير شرس من الناحية الدينية ذو نفوذ وميليشيا دينية وعنده حماية من المسلحين معه، واجبر جميع الفتيات في مكاتب العمل بلبس الخمار واللباس الطويل بالإجبار!! فلا سافره هناك او مكشوفه الرئس سوى سكرتيرة عقيل المدير العام للدائرة!

تم عمل لجنه تحقيقه بعد ان ذيع ان مهيمن مصمم الدار انتقل من دائرته الى هنا دائرة العلاقات الثقافية.. في حين أني كنت لا اعلم قد امر بإحالتي على لجنه تحقيقية، اللجنة من قبل معاون مدير دائرة العلاقات الثقافية عقيل المندلاوي، والذي بدورة عقيل لا يعرف عنها شيء!

كانت اللجنة مكونه من محامي يعمل كأحد موظفين الدائرة بصفة محامي باسم ابو فهد.. وسيدة تعمل بالإدارة احضروها كشاهد واثنين من الحرس، ومعاون المدير الشيخ فهو كان شخص متدين قيل انه رمى العمامة والعباءة (الزي الديني) وحلق لحيته الطويلة ولبس الجينز واهدي منصب نائب للمدير العام من الحزب الذي يدعمه!

دخل للقسم اثنان من الحرس الخاص بنائب المدير مع اسلحتهم! وقالا لي الاستاذ ينتظرك في غرفته الان! 

قال: تلك الاعمال التي عرضت على المسرح تعود لك؟ قلت له بكل فخر نعم هل اعجبتك؟ رد غاضبا بالطبع لا! 
قلت له مازحاً اذن هي ليست لي انها اعمال ياسر وضحكت..
 قال تلك الاعمال لم تعجب أحد وتلك الاعمال خزي وعار ومخالفة لديننا وعاداتنا وانت تشجع على تعري عوراتنا.. ومصيبتك الاكبر أنك وضعت آيات من القران على اجسادهن!!هل كان قرأن؟ 

بدأت عملية جدال معي كانت محاولة لاستفزازي واخافتي بتأويلات وثنية دينية ليست اسلام اشعرتني ان ابو جهل او ابو سفيان يحدثني لا يمكن للعاقل او المثقف تقبلها تصب في اهداف الاجندة والهرطقة الدينية الايرانية المتمثلة في اللطم وغيرها من افعال السيرك الدخيلة على قصص الف ليلة وليلة الرومانسية الساحرة! فلا اكراه في الدين!

قلت له إذا استطعت قراءة كلمة من تلك الاعمال انت تكون على حق في ماتريد وتدعي!

قال: فما تلك النصوص المكتوبة؟
قلت له تلك لغة الفن يصعب عليك فهما! اما العورات فلم يتم كشف اي عورة اخبروني ان الجميع كان يرتدي ملابس داخلية!

قال لي ابو فهد المحامي مهيمن هل تستهزأ؟  الأستاذ يقصد بالمرأة!! ضحكت!! 

قلت له: ما تقول لي انها عورة! المرأة دوما كانت عنصر اساسي ومهم في المجتمع! قلت المرأة ذلك المخلوق الرقيق ملهمتي وسبب انجازي الفني. استرسلت قليلا بوصفي لها، لكن اثارت الكلمات غضبه أكثر ولكن السيدة في الغرفة كانت هي الوحيدة التي تؤيدني وكانت تحاول تلطيف الجو وتحاول شرح له بشكل يخدعه وتبتسم كثيرا لتلطيف الاجواء ولكن كنت أقول لها لا.. لا.. لم اقصد هذا ماتقولين، انا اقصد ما قلت انا وهو واضح وجلي للجميع!! ثم تقول مهيمن نحن هنا نحاول مساعدتك هنا ارجوك! نريد ان ننهي الموضوع عليك العودة لقسم التصميم وتنظر اليه بخوف! قلت لها هنا ليس لي عمل جاد العمل الذي اعمله هنا سهل جدا، تم تعييني هنا من خلال اتفاق بيني وبين مدراء الدوائر.. و ما أرى هو انكم بحاجة للمساعدة أكثر مني.. ما التخلف الذي انتم فيه؟ انا لا استطيع ان افهم كيف تفكرون انا مكتئب من الوان ملابسكم وازيائكم اشعر اني في دائر ايرانية وليس عراقية!
قلت له مره اخرى: المرأة هي من الهمني على ابداع تلك الاعمال.. المرأة هي الركيزة الاولى في عملي.. اعطيته تعريفات كثيرة عن المرأة وعشقي للمرأة!! ولكن يبدوا اني رفعت لدية ضغط الدم فوق فروة شعر راسه فبدأ ينتف ما في ذقنه من شعر ويفركه ويصدر صوتا وسط الهدوء بعد كل رد يتلقوه مني! وعينه لا ترمش مرة اخرى .. 
 قال اسمع الان: اعمالك الفنية القادمة لا تكشف عن جسد او وجه امرأة فاستعمل الخمار واللباس الطويل لهم! هل هذا مفهوم قلت بالطبع لا.. ضحكت وسخرت، قلت: اذن انت صاحب تلك القوانين المقززة في اجبار زميلاتي على ارتداء ملابس الخمار والحجاب؟ قلت له انت لا تدري ما يقال خلفك يا رجل؟ النساء يمقتن وجودك في هذا المكان وهن ليسوا سعداء في رؤيتك يحاولن الاختباء منك!! لما لا تترك الخلق للخالق؟  قال: من؟ من؟ قل من؟ قلت: لا لن اقل لك وعلى الرغم من أنى لا أفقه شيء مما تتكلم به لي، الا أنني تركت تلك الدار وهذا هو سبب تواجدي مع شخص مثلك هنا في دائرة روتينية لا انتمي لثقافتها الهجينه الجديدة!! 
ضج الجميع في الغرفة وقالوا مهيمن هذه لجنه تحقيق لما تخرب حياتك؟ هل انت مجنون؟..انت حتما لست في وعيك!! ما تقول عيب.. عيب يا مهيمن احترم الرجل.. واعتذر منه الان فورا انه معاون المدير العام!! قلت لهم لو كان حتى معاون الرئيس لا اهتم!!
سألني معاون المدير وعينيه شبه مغلقة غيضا..ابن من انت؟ من اباك يا مهيمن؟ من الذي ارسلك علينا!؟؟ 
قلت: المفاخرة بالانساب و الاباء عادة في عصور الجاهلية!
قالو أعضاء اللجنة: اجب يا مهيمن اجب الرجل ابن من انت؟ رفضت الكلام.
 قال لي: هل انت  في وعيك؟ هل انت واع لما تتفوه به وما قلت؟ هل تعلم ما قد يحصل لك عقابا على كلامك هذا!!  قلت له انا اوعى منك ومنهم جميعا واعي واعرف ما اقول جيدا هل انت؟!!
رد نائب المدير الشيخ وهو ينظر لهم ويبتسم باستهزاء من جديد وقال هذا سني!! تلك التصرفات تنم عن شخصية سنية ذلك دينكم!! انت سني الست كذلك؟ سني؟ صار يقول سني بشكل هستيري..
قلت له انا امقت تلك المذاهب وبرئ منها انا من مذهب الرومانسية وديني الفن!!! كان حوار يثير صيحات من الضحك في داخل رأسي فهو اشبه بحوار فلم تاريخي اسلامي كوميدي!
قلت انا لا انتمي لمذهب لا من بعيد ولا من قريب..لكن انا مؤمن بالله ومصدق بنبيه اطمئن يا رجل انا لست بكافر .. ولكن اسف لا اجيد اللطم!
تلك الاخيرة فتحت العيون وكاني كفرت..
الوجوه بدلت الوانها والعيون مفتوحة لما تفوهت به ودخل الجدال مرحلة سيئة وجادة جدا، والسيدة كانت تلطم على فمها بشكل لا ارادي! شعرت اني ساتكلم اكثر واغضب من حولي اكثر (وازيد الطين بله)..

قلت في نفسي الجميع غاضب لما انا لا اغضب ايضا؟ فتركت مقعدي في غضب ايضا وحاولت الخروج من الغرفة، امسك بي الحرس فأمرهم معاون المدير بتركي!!صاح بغضب هستيري: (عوفووو.. عوفوووو) اي اتركوه! قال لي قبل ان اخرج.. اسمع ربما هذا يكون لك اخر يوم في حياتك!! هل تدرك هذا؟  قلت له.. وما لجديد اذن؟
كنت اتحدث وانا على استعداد لنهايتي فكان قد بدأ موسم التصفيات والقتل على المذهب والدين في البلاد وقوائم الموت.. كنت على ثقة ان سوف تتم تصفيتي اثناء عودتي للبيت.. ولكن ذهب لاكثر من مكان مختلف واضعت الكثير من الوقت مع السائق وطلبت منه ان يستخدم طرق غير التي يسلكها كل يوم واخبرته بما جرى واصبح مرتاب جدا.. حتى عدت للمنزل ويخوفني مزحا كل فترة يقول انهم خلفنا.. ويضحك فالقتل صار في بغداد عادي جدا...

اتصلت بمدير الدائرة عقيل وصديقة ياسر مدير دار الازياء في نفس اليوم واخبرتهم فيما حصل وقلت لهم أنى سوف أعلن ما تفعلون وما يحصل معي فورا في مؤتمر صحفي مع صحفيي المسرح الوطني.. اثار الموضوع دهشتهم ولم يكن لهم أي صلة او علم بالموضوع!

طلب مني المدير عقيل ان اصبر ولا افعل شئ ولا اكترث والحضور لمكتبه في اليوم الثاني صباحا!! لفهم ما يجري معي!
في اليوم التالي وجدت اقسام الوزارة جميعها تتكلم عما جرى في ذلك الاجتماع!! وزميلاتي كانوا في غاية السعادة ويشيدون فيما قلت لذلك الرجل ويقولون انت الرجل الوحيد الذي وقف في وجهه في هذا المكان ما كان أحد ليجرؤ على ان يفعل هذا مع هذا الشخص المقزز لقد اجبرنا هنا لقد اجبر الجميع على ارتداء الحجاب واللباس الإسلامي الطويل القديم كرها! وقالوا لي لا تهتم فهناك وزير يمكن ان تشتكي له ونحن معك في هذا ونؤيدك ونحن شهود ونود الحضور معك! 

حضرت لمكتب المدير العام عقيل وبعد ان أطلعته على مفردات ماحصل في اللجنة المزعومة بشكل سريع ونوع الحوار الغبي.. تفهم الرجل ماحصل وعقد اجتماع بنفس اللحظة قال انتظر هنا.. وطلب من أعضاء اللجنة الحضور ومن وكيله الشيخ الحضور،  وقال لهم مالكم ومهيمن؟ تحدث وكيل المدير الشيخ قائلا..استاذ انه يستهزئ بالدين 
تطاول علينا ولا أحد يقف في عينه منا!
قال عقيل انظر أستاذ.. يخاطب وكيله الشيخ.. مهيمن هو ابن هذه الوزارة وهو أقدم مني انا ومنك هل تعلم هذا؟ خذ الامور بروية وهدوء معه، واتركوه لعالمه الخاص! هو فنان وله منظور خاص ينظر للحياة من خلاله.. هل هذا مفهوم؟ هو ضيف لدينا في هذه المكان! كان عقيل ينهي كل جدال وسؤال معه بشكل حازم عني ويقول اتركه لحاله.. أنهى عقيل الموضوع بمستوى من المهنية بعد ان تدخل بنفس اليوم.







............................


قرار اغلاق دار الازياء!

ودارت دورة الايام سريعا وتبدلت الادوار على مسرح تلك الوزارة البائسة.. فتم تغيير الوزير ومن معه من الزمر المدراء و وكلائهم وغيرهم من مستثمرين الاحزاب والطوائف الملونة.. تم تنصيب د. اسعد الهاشمي  وزيرا للثقافة وتم تعيين (مي) التي كانت على علم بقصتي مع الحكومة الجديدة وعمليات سرقة اعمالي والتفاخر بها، اصبحت مي مديرة  لدار الأزياء العراقية!

اتصل بي الحرفيين قالو المديرة الجديدة (مي جوزيف رمو) قدمت اعمالك للحرف في عرض للازياء بحضور السفير الجزائري وبعد ان ادعت انها مصمم الاعمال قبل السفير الجزائري يديها على التصاميم التي ابدعتها يداها..! 

لا طائل من الكلام اكثر... {لا حياة لمن تنادى}!

تم اعادتي لدار الازياء العراقية بأمر وزاري بعد اطلاع الوزير د. اسعد الهاشمي على قضيتي بعد ان اجتمعنا في مكتبه تم فيه بحث ماهية الدار واسس عملها وكيفية استعادة الكفاءات التي تركت المكان من خلال دارسة تفهمهم ماهية هذا العمل وكيف له ان ينجح من جديد قرر اعادتي للدار، حيث كان ينوي الغاء دار الازياء باعتبارها ملهى نهاري!! ومركز للفساد والكفر وانها دائرة بدون فائدة  كما اشيع عنها.. ولكن الرجل كان يحتاج لشخص يفهمه ماهية تلك الدار بشكل علمي وثقافي.
قرر ترشيحي مديرا لدار وادراج الدار ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة 2009. 






مهيمن سامي العاملي، فريال الكليدار، ازياء عراقية واشنطن، دار الازياء العراقية زيونة

السبب في وجود دار الازياء لغاية الان

(الدراسة المقدمة لوزير الثقافة لإيقاف اغلاق دار الأزياء)




مهيمن سامي العاملي، فريال الكليدار، ازياء عراقية واشنطن




مهيمن سامي العاملي، فريال الكليدار، ازياء عراقية واشنطن، دار الازياء العراقية زيونة





ولكن بالنسبة لي كان ضرب من الجنون…


 




 

عند عودتي لتلك الدار كنت غريب عنها تماما وكانت غريبة عني تماما.. فلم استطع التعرف على لغة حرفييها او فهمهم.. او قراءة تلك الترميزات الدخيلة التي تقبحت بها الدار.. كانت قد اخذت اتجاة ذات صبغة غجرية دينية وثنية استحضرت من العصور الجاهلية، خامات قبلية وبدوية لماعة رخيصة مالت وبعدت كل البعد باتجاة الثقافة الفارسية الايرانية! واضمحلت فيها
تلك الاهداف الاكاديمية الفنية الراقية التي كانت تسير وفق قواعد الحس والجمال والابداع الفكري والروحي لشريعة عباقرة الفن في العالم! انتهت هناك. 

تلقيت رسائل مكتوبه وشفهيا تهديد بالتصفية على كل مقاله او عمل او عرض، رسائل تصل ادراج مكتبي احيانا وارمي بها في النفايات وكنا نسخر من ما مكتوب فيها انا اصدقائي، ونمزح مع المنظف ونقول له انت من فعل هذا، كنت اسئل من الذي دخل مكتبي وكيف ومتى ولا اجد اجابة، حتى الحرفيين الجدد لدي  حرفيي مابعد السقوط كانوا يهددون حتى الطرازين الجدد، واجدها حيثما احل او ارحل سواء كانت تصرف او كلام او كتابة بعد ان دخل العراق مرحلة الحرب الاهلية وقوائم الموت والتصفيات.. اعمالي كانت تنسخ وتمسخ على يد اناس ليس لهم علاقة بالتصميم او الفن وكانوا يشوهون التصميم ويضعون الوان ميته مصابه بالعقم واقمشة تجدها في الملاهي والمراقص الشعبية الرخيصة، تم اخذ التصميم من (المؤخرة).






اكثر من 45 قطعة من الاعمال بيعت من قبل مديرة الدار للفائدة الشخصية قبل سقوط بغداد عام 2003
 في دولة الامارات
علما اني انجزته من من كميات قماش الصوف المتهالك المخزن الذي كان سكن لحشرات العث انجزته من اللاشئ






التصميم الاصلي قبل وبعد التنفيذ

 


الدار العراقية للبطيخ

 التصميم مقلد وممسوخ ومنفذ على الباترون الاصلي وموقع باسم احد العاطلين فكريًا اسمة ميلاد من مصممين فترة الحواسم قيل لي انهم وجدوه ينسخ تصاميمي على الشباك من خلال الضوء!



الدار العراقية للبطيخ




الدار العراقية للبطيخ

معلومات غبية غير صحية ليس لي علاقة باعمال مثيرة للسخرية كتلك







نسخ وتقليد، ادمغه صدئه
 محاولا لتقليد ونسخ اعمالي عبثا







اهديت للملكة إليزابيث احد الاعمال المزيفة على انها من اعمالي كما ذكروا في المنشور! العمل مقلد مزيف ومنفذ على الباترون الاصلي هو ليس من تصاميمي او الواني

 

ملكة بريطانيا Elizabeth II  حتى الملكة
!المسكينة حصلت على عمل مزيف بتصميم ممسوخ مقلد بشكل سيء











خسرت العديد من اصدقائي وزملائي وزميلاتي في وزارة الثقافة والاعلام في العمل وفي الكلية بعد ان دخل العراق مرحلة القتل والذبح على الهوية، منهم من قضى نحبه مفصول الرأس، ومنهن من اغتصب من الفتيات التي عملن في وزارة الثقافة معي سابقًا ومثل بجثته.. ومنهم من اختفى في طريقه الى العمل يقال بعد حين انه وجد مفقود الرأس او استبدل راسة براس كلب.. ضلت ارقام هواتفهم واسمائهم في هاتفي لسنين لم اكن لأجروء على حذفها.
  
وكنت في انتظار يومي، شهادتي في الموت او شهادتي الجامعية! لكن لم انتظر كثيرا.. انتهت دراستي بخير بعد عناء وصراع طويل مع الوقت والزمن والعمل والمهرجين من المدراء والوزراء والازياء والوظيفة والكلية، ولا انسى صراع المديرة اللعين التي كانت تستثمر وتستولي على جهود الغير بالترهيب بسطوتها وابدلت ثوبها وتحاول الحصول على جولة اخرى! تخرجت في نفس السنة والفترة عام 2006 أخيرا و في نفس العام  كنت بانتظار إجراءات السفر تنتهي.


 



 رغم ان دورتي في التخرج سميت باسم امل العراق الا اني لم اجد ذلك الامل، ولم اجد اصدقائي وصديقاتي من الاعلاميين المهنيين والمشهورين في عملهم، حيث نشأت معهم في مختلف المهن الاعلامية والفنية والثقافية، لم اجد عنوان او مكان لمدراء كانت تربطني بهم صداقات اخوية.. لم اعثر على اصدقائي بعد التخرج فكل هجر مكانة الذي تغيرت ملامحة واروقته وكلً رحل، ضلت فقط صورهم تؤرخ وجودهم وتؤرقني تساؤلات وذكريات في تلك الاماكن التي باتت مهجورة و مهملة فلم يعد حب في المكان والنفوس والوجوه والقلوب بدُلت وقلبت وتغيرت ولم يعد الله فيها او شريعته ولا حتى اخلاق نبية الكريم الذي عشنا وتربينا على سننها السماوية.. بغداد انتهت الى شجرة مسنة خربة جذورها امتدت الى ارض فارسية، ارض غير ارضها التي خلقنا فيها واغصانها اورقت الدم، القتل والذبح وشريعة عصور ما قبل الجاهلية..

 وجدت ان لم يعد لي مكان في تلك البلاد، لم تعد قيمة لعقل الانسان او كيانه او حتى ماضيه هناك، باتت لغتي غير مفهومة للاخرين، وطريقة تفكيري وطموحاتي باتت غريبة عن تلك الارض والناس واصبحت تثير غضبهم وسخطهم ويتم ربطها بالدين واللطم.. فجئة!!


 






  قدمت استقالتي وتركت تلك البلاد بغير عودة لاني لم اكن يوم انتمي لحزب او جهة او سلطه او اسعى لمنصب.. لم ادعي الوطنية الزائفة التي يبايع ويفاخر بها اللصوص والمفلسين اليوم بعد ان بدٌلت جلودهم، ولو كان هناك من يحب تلك البقعة من الارض لما ال المآل بالبلاد الى هذا الحال.. جميع تصاميمي واعمالي قدمت حب بالفن الراقي و بالحضارات الساحرة و التاريخ حب بالمراة وجسدها ذلك التكوين الالهي الفريد، ترجمتها في تلك الاعمال لا تملق ولا بحث عن الشهره في قنوات الطلاء الزائف او المال… و لو كنت اعلم انها سوف تلوث من خلال سارقيها ماكنت لاعمل عمل واحد.. ولن اعمل بعدها.



((الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد))

Description

Samuel Johnson